قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )(1)
الدعاء من أفضل العبادات التي يقوم بها الإنسان المؤمن وهو السلاح الذي يملكه في كل وقت ويستطيع أن يستخدمه في كل لحظة ، وهو من أحب الأعمال إلى الله عز وجل . ولذلك أمر الله عز وجل أن يدعوه عبده في كل شيء حتى في أبسط الأمور وأقلها . [ يا موسى سلني كل ما تحتاج ليه حتى علف شاتك وملح عجينك ] (2)فإذا كان ذلك الأمر لم يتيسر يسره الله عز وجل . فعلى الإنسان أن يمارس الدعاء في كل وقت . في حالة الرخاء أو حالة الشدة. لا يكون استخدامه للدعاء في حالة الشدة ويتذكر أن هناك إله يدعوه فيخلصه من تلك البلية وتلك المحنة . وما أن ترتفع عنه تلك المحنه أو البلية ينسى ربه وخالقه . يرجع وكأن شيئاً لم يكن . ليدعو الإنسان ربه على كل حال سواء كان في شدّة أم رخاء ، بل يدعو ربه في حالة الرخاء حتى يستجيب له في حالة الشدة [ أوحى الله إلى داود (ع) " اذكرني في أيام سرائك حتى استجيب لك في أيام ضرائك " ](3)
وكما قلنا أن الدعاء من أفضل العبادات وخصوصا في شهر رمضان، فإن الدعاء فيه أفضل وأحسن لأن الدعاء فيه مستجاب . هذا لا يعني أن باقي الشهور لا يستجاب فيها الدعاء . وإنما في شهر رمضان أقرب إلى الإجابة من غيره ، لأن الأجواء في شهر رمضان تجعل الإنسان أقرب إلى الله من أي وقت آخر ، لأن الجوع و المستحبات التي يقوم بها الصائم في هذا الشهر المبارك كل ذلك يجعل الإنسان يتقرب إلى الله أكثر ولذلك يكون دعاؤه أقرب للإجابة.
وأمر آخر ، الصائم حينما امتنع عن المفطرات ، والتزم بما أمره الله به حارب نفسه وهواه عن تلك الملذات التي كانت تتوق إليها النفس . ترفّع عن كل ذلك من أجل رضا الله وثوابه ومقابل ذلك وعد الله إجابة دعاء أوليائه فيه .
في خطبة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في فضل شهر رمضان (أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب ) .
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب )(1)
عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم ) .
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : ( أن للصائم عند إفطاره دعوة لا ترد )(2)
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : ( دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره )(3)
أفضل وقت للصائم أن يدعو الله ( عزَّ و جلَّ ) فيه وقت الإفطار بعد أن أنهى ذلك الصوم لله وما أصابه في ذلك اليوم من ظمأ وتعب لله ( عزَّ و جلَّ ) يقول لذلك العبد بعد كل ما قمت به في ذلك اليوم ماذا تريد مقابل ذلك العمل. ادعُ ، و اطلب كل ما تريده . فعلى العبد أن يغتنم الفرصة ويطلب من الله ما يريد فإن الله يجيب له دعاءه، فلا يبخل العبد على نفسه في أن يسأل ربّه كل ما يحتاجه ، فالبخيل من بخل بالدعاء .